دور معلمة الروضة والتأثير فى الطفل
للمعلمة في الروضة تأثيراً بالغاً في شخصية الطفل قد يكون أكبر من تأثير المقربين للطفل، حتى أبويه، فالأطفال يتأثرون كثيراً وهم في مثل هذا السن بمظهرها، وشكلها، وحركتها، ومكانتها، وإشاراتها، وإيماءاتها، وألفاظها التي تصدر منها، وسلوكياتها وأخلاقياتها التي تتعامل بها، والطفل أسرع في ملاحظة كل هذا والتأثر به، ورغم اختلاطه بأصحابه من الأطفال وأهله إلا أن تأثير المعلمة يبقى أقوى وأشد من تأثير الآخرين، فهي التي تطبعهم على عاداتها وتبث فيهم آداب السلوك، مما يترتب عليه تربية الأطفال وهم يحملون في أنفسهم ما طُبِعوا عليه من آراء في طفولتهم مما يصعب التحول عنه فيما بعد.
كما تؤثر شخصية المعلمة بأبعادها المختلفة تأثيراً بيناً في نفوس المتعلمين بصفة عامة ومعلمة رياض الأطفال في نفوس الأطفال بصفه خاصة، فهي القادرة على التأثير فيهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الإيحاء والمواجهة والتقمص والقدوة، وهي تستطيع أن تزرع روح المسئولية والمثابرة في نفوس الأطفال والعمل على تكوين أخيلتهم وتطويرها عن طريق القدوة والموعظة الحسنة وتهيئة المناخ النفسي والمادي اللازمين لذلك.
لذلك يمكن القول أن تحقيق أهداف رياض الأطفال يتوقف بالدرجة الأولى على معلمة رياض الأطفال فهي البداية الحقيقية لتربية أطفال ما قبل المدرسة، وهي المسؤولة عن تكوين شخصياتهم المتلائمة مع التراث ومع المجتمع، وهي المثل الأعلى للأطفال، كما يتضح عظم رسالة معلمة رياض الأطفال فى هذا الدور.
إجمال أدوار معلمة الروضة:
1 - دور معلمة الروضة كبديلة للأم: إن دور معلمة الروضة لا يتوقف على التدريس و تلقين المعلومات للأطفال بل إن لها أدواراً ذات وجوه و خصائص متعددة فهي بديلة للأم من حيث التعامل مع أطفال تركوا أمهاتهم و منازلهم لأول مرة و وجدوا أنفسهم في بيئة جديدة و محيط غير مألوف لذا فإن مهمتها مساعدتهم على التكيف و الانسجام.
2 - دور المعلمة في التربية و التعليم: كما أن دورها يجب أن يكون دور المعلمة الخبيرة في فن التدريس ، حيث أنها تتعامل مع أفراد يحتاجون إلى الكثير من الصبر و المعرفة بطرق التدريس الحديث.
3 - دور المعلمة كممثلة لقيم المجتمع: إضافة إلى ذلك فهي ممثلة لقيم المجتمع و عليها مهمة تنشئة الأطفال تنشئة اجتماعية سليمه وبناء قيم و تقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه و تستخدم الأساليب المناسبة.
4 - دور المعلمة كقناة اتصال بين المنزل و الروضة: المعلمة أيضاً حلقة اتصال بين الروضة و المنزل فهي القادرة على اكتشاف خصائص الأطفال و عليها مساعدة الوالدين في حل المشكلات التي تعترض طريق أبنائهم في مسيرتهم التعليمية.
5 - دور المعلمة فى إدارة الصف و حفظ النظام فيه: من أساسيات العمل التربوي للمعلمة توفير النظام المرتبط مع الحرية في رياض الأطفال و تعد الفوضى من أكبر المعوقات في العمل والمعلمة الناجحة هي التي تقوم بالجمع ما بين انضباط الطفل و حريته و تشجع الطفل على التعبير الحر الخلاق في روح من حب الطاعة.
6 - دور معلمة الروضة كمعلمة و متعلمة في الوقت ذاته: على معلمة الروضة أن تطلع على كل ما هو جديد في مجال التربية و علم النفس و أن تجدد من ثقافتها و تطور من قدراتها متبعة الأساليب التربوية الحديثة.
7 - معلمة الروضة كموجهة نفسية و تربوية: تقوم معلمة الروضة بتحديد قدرات الأطفال و اهتماماتهم و ميولهم و توجه طاقاتهم و بالتالي تستطيع تحدبد الأنشطة و الأساليب و الطرق المناسبة لتلك الخصائص و التي تميز كل طفل. كما لابد لمعلمة الروضة من تحديد المشكلات التي يعاني منها الطفل و القيام بالتعاون مع المرشد النفسي في علاج تلك المشكلات و اتخاذ التدابير اللازمة للطفل قبل ظهور مشكلات نفسية أخرى .
تعليقات
إرسال تعليق