القائمة الرئيسية

الصفحات

أهمية تدريس الأنشطة الفنية للطفل

أهمية تدريس الأنشطة الفنية للطفل

أهمية تدريس الأنشطة الفنية للطفل

مسارات وميادين المهارات الفنية للأطفال:


ولعل المهمة الأساسية للمدرسه والمناهج التربوية في هذا المجال هي تحريك السلوك باتجاه الإبداع، ولا يحدث هذا التحريك ما لم تكن التنبيهات التي يتسلمها المتعلم في المدرسة متنوعة وتحمل معلومات تحدث في الجهاز العصبي للمتعلم نوعا من النشاط الفعال، يبعده عن الركود والخمول، أو العنف والحركات الزائدة، ونرى أن الوظيفة الجوهرية للمدرسة هي تعميق وتكوين الاستعدادات المبدعة للمتعلم أو تحريض النشاط الإبداعي لديه، ولقد ذكر "تايلور" عدة مستويات من الإبداع التعبيري الذي ينطوي على شيء من التعبير المستقل، فالرسوم التلقائية بخصائصها العفويه والحرة عند الأطفال يمكن أن تكون مثالا عن الإبداع التعبيري وعلى أساس ذلك يمكن أن تتطور المواهب تدريجيا وبقدر ما يمنح المتعلم إمكانيه العفوية والاستقلالية يمكن أن يكون مبدعا فيما بعد.

" ويكتسب المتعلمين عن طريق الخبرة، نتيجة تفاعلهم مع البيئه المدرسية والمحيط الخارجي، وأية خبرة لها كيان كلي يتضمن مجموعة مترابطة من العادات، ويمكن أن تتميز أي خبرة عن غيرها بطابعها الجمالي فإذا أكدنا في أثناء عملية اكتساب الخبرة طابعها الجمالي، كان ذلك بمثابة تربية شاملة ففي هذه الحالة يخرج من محيطه الضيق المتخصص إلى كيانه العام، الذي يتغلغل في قيم الأشياء مهما اختلفت مظاهرها. 

فمن خلال هذه الميادين نرى أن الأنشطة الفنيه تسهم في عملية توجيه وإعداد الأطفال إعدادا تربويا واجتماعيا، وهي جزء لا يتجزأ من العملية التربوية، وإن الهدف الأسمى من العملية التربوية هو توجيه المتعلمين تربويا وعلميا وفنيا لخدمة المجتمع الذي يعيشون فيه.

فالتربية عن طريق الفن تتطلب تزويد المتعلمين بالحس الجمالي وتقوية ملكة الملاحظة والتأمل، وتشجيع القدرة الدقيقة على التعبير الفني، وإثراء ملكة الخيال عندهم مما يساعدهم على اكتساب الكثير من الخبرات العلمية والخلقية والاجتماعية والفنية، كما ينمي في نفوسهم روح المثالية والحس الجمالي، وهذا ما سنحاول معرفته من خلال العناصر الآتية:


الخبرة الجمالية والخبرة الفنية: 


الخبرة الجماليه يمكن أن تعرف بأنها الاستجابة الانفعالية لجسم معين، أو لموقف خارجي، والمستمتع بالفن يدرك الأشياء من الوجهة الجمالية، إذا استخدم رؤية الآخرين التي تتضمنها تقاليدهم الفنية، وكل تقليد منها يمثل طريقة نظامية في تصوير العالم ورؤيته بشكل فني.

فالشخص الذي يعتقد أن لديه ميلا نحو صورة فنية على سبيل المثال، ولكنه لا يحمِّل نفسه مشقه التعرف على مشكلاتها التي تحتاج إلى حلول، ولا يدرس عملية التمثيل الفنية أو يُكَوِن أحكاما صحيحة عن طريق الخبرة الواعية بالفن، ما هو إلا شخص ليس لديه ميل حقيقي، فكل الأشياء التي لا نُعيرها اهتماما، أو لا نشعر بميل حقيقي نحوها، تمر تحت أعيننا دون أن تدخل في محيط انتباهنا، أو تترك أي أثار في ذاكرتنا، وكل ماله قيمة بالنسبة إلينا أي ما نهتم به ونميل إليه، نتصفحه بتفاصيله ونتذكره، وبذلك يصبح أي جسم نهتم به له أجزاء متميزه وكلية متوافقة، وبالتالي لا يستثير حالة مزاجية عارضة، وإنما انفعالا خاصا يتناسب معه، ولكي نضمن أن الرائي سينظر إلى العمل من الزاويه الجمالية لا بد له من خبرة سابقة غنية تعينه على هذه النظرة.

وبالرجوع إلى طبيعه الفن من منطلق الخبرة نجد أن الفن خبرة في حد ذاته، ولا تتكامل مكوناتها بدون ذلك الإنسان الذي يجمع بين الحس، الدافع، الفعل والعملية الفنية الحقيقية تتضمن خبرة فنية من جانب المنتج، وخبرة جمالية من الجانب الآخر وهو التذوق فهناك صلة عضوية تجمع ما بين الإنتاج في الفن، والإدراك الجمالي له.

من هنا يتضح لنا أن الخبرة الجمالية لها مدلول أشمل من الخبرة الفنية، إذ أن الإنسان حينما يكتسب درجة ما من الخبرة فإنه ولا شك يستطيع أن يدرك الجمال في فروعه المختلفه من شعر، ونثر وموسيقى، وغناء، وفنون تشكيلية، وغيرها، فهو يدركها بأساليب متخصصة تتفق مع طبيعة كل فن من الفنون، ومحصلة ذلك كله هو الجمال وتقنيته، وهي ما يطلق عليها القيم الفنيه، وبدون تلك القيم لا نستطيع إدراك الجمال على أسس عملية واعية.


الخبرة في مجال تدريس الأنشطة الفنية:


 تعد الخبرة الجماليه جزءا لا يتجزأ من العملية التعليمية وتتكامل الخبرة حينما تندمج فيها مجموع العناصر والمقومات الأساسية المكونة لها، من حيث الجوانب المعرفية، والمهارات الحسية والاتجاهات التربوية، التي لها أثرها في تنمية مدركات المتعلم من النواحي العقلية والحسية والنفسية، ولا تعمل هذه الجوانب المميزه للخبرة في انفصال، بل دائما تتواجد في ترابط يميز الوحدة الكليه للخبرة وتتحدد هذه الجوانب في:


 الجوانب المعرفية :


 وتقوم بدورها في تنمية القدره العقلية، والنشاط الذهني من التفكير وتذكر وتخيل، وتأمل، فلا سبيل إلى وجود خبرة فنية دون أن يلم فيها المتعلم بالمعلومات الأساسية لكثير من الأنشطة الفنية التي يقوم بها، والتي تساعده أيضا على إدراك العلاقة ما بين العمل الفني وما يترتب عليه من نتائج كما تساعد المتعلم على التفكير الجيد في الكشف عن العلاقات والروابط بين الأشكال، الألوان، الخطوط، المساحات، الملامس والكتل فهي جميعها تعتبر عناصر أساسية في صياغه العمل الفني. وبذلك يمكن للمتعلم أن يغير ويركب، يصيغ، ينظم، يتأمل، ويلاحظ العلاقات الجزئية القائمة بين هذه العناصر، والتي تساعده أن يلم بالأساليب التشكيلية المصاحبه للخامات ووسائل تطويرها.


 المهارات الحسية: 


إن من أهم مقومات الخبره في الأنشطة الفنية هي قدرة المتعلم على التذوق، ولا يصل المتعلم في هذه القدرة إلى المستوى المطلوب بدون خبرة وتدريب وممارسة لبعض المهارات الحسية، التي يستخدم فيها حواسه بطريقة منظمة تنقل ذوقه وتنمي لديه القدره على الاحساس بالجمال أينما يوجد فيستجيب بحواسه للعلاقات الجمالية المتوفرة في الطبيعه بما فيها من عناصر وأشكال مختلفة.

وعلى ذلك يمكن القول بأن الخبرة في مجال ممارسة الأنشطة الفنية تساعد على تنمية المهارات الحسية (البصرية، واللمسية)، وبالتالي تنمية القدرة العقليه، والنشاط الذهني من التفكير وتذكر وتخيل، وتأمل فهي تحدد مستوى الادراك بمعرفة الحقيقه، كما أنها تعد من أهم أسس التربية فهي تتيح فرصا أمام المتعلمين لممارسة العديد من الأنشطة الفنية المختلفة، التي يستخدم فيها حواسه في إدراك العلاقات الفنيه.




خصائص ومواصفات أغانى وأناشيد الأطفال


أهمية التواصل فى تنظيم حياة الإنسان من هنا





author-img
عروض تسويقية خدمات وعروض السعودية اول باول خدمات وخبرات هندسية وكل مايخص التعليم الهندسى واستشارات هندسيه

تعليقات